Thursday, 16 November 2023

تعليقات اليوتيوب - نوتة قديمة

 كثيرا ما استمتع بالتعليقات المصاحبة لفيديوهات اليوتيوب. واليوتيوب بطبيعته المفتوحة للكل اضافة لعدم وجود روابط بين المشاركين - سوى الفيديو موضوع التعليق - يجعلها مميزة من عدة زوايا. ربما لا يخاف المعلق من أن يحكم عليه أحدهم بالجهل أو الغباء أوغيرها من التهم التى تلقى جزافا. لا اعرف السبب بالضبط ولست متأكدا حتى من مدى صحة استنتاجي هذا فأنا هنا أثرثر لا أكثر -  لكن ربما لأنه يعلم أن لا أحدا يعرف هويته الحقيقية كما في شبكات التواصل الاخرى كالفيسبوك وتويتر. أو ربما أنه لا يهتم ما دام الشخص الٱخر لا يعرف عنه شيئا سوى اسمه وصورته. على كل ليس هذا ما يهمني في هذا المضمار. الجمال هو في محتوى التعليقات نفسه وأنا اقصد تعليقات الأغاني على وجه الخصوص. تجد أغنية عن الحب والوفاء وتحتها من يبعث تحاياه لمحبوبته التي هجرته قبل عشرين عاما متمنيا لها السعادة أينما كانت. هذا لعمري أصدق من مئات القصائد التي تعبر عن نفس هذه المعاني فالتعليقات هنا تأتي هكذا على السليقة،صافية، شفافة، أبعد ما تكون عن التكلف والمبالغة.

وهناك في منتدى ٱخر الأميرة نانسي تصدح بدُرّة إنتاج سيد خليفة -ولى المساء- وكأنها كتبت ولحنت على مقاسها هي، فيعبر صاحبنا نفسه، وان اختلفت الأسماء، أنه "دون أحبابه حطام" مع ايموجي القلب المكسور الذي يخيل إليك من فرط الصدق هو الٱخر جزءا من كلمات الأغنية. هل تحطم قلبه يا ترى بنفس سكين المحبوبة قبل عشرين عاما ولا زال الجرح ينزف منذ ذلك الزمن؟! لماذا خُلقنا بهذه الذاكرة القوية ثم حكم علينا بأن نعيش في عالم مليء بالأحزان من كل النواحي يمنح للبعض قدرات متناهية في تكسير القلوب؟ ما هو تفسير أهل علم النفس التطوري لقدراتنا هذه فأنا بحق السماء لا أرى لها أي فائدة تذكر سوى تعذيبنا للأبد. عليك أن تتعرض مرة واحدة للحزن وهي احتمالية تقارب الوحدة ثم تتكفل الذاكرة بتذكيرك به للأبد في جلسة تعذيب لا تنتهي سوى بموتك (لستُ متأكدا حتى من هذه النقطة فربما نحتفظ بذاكرتنا بصورة ما حتى بعد الموت من يدري؟ لا اذكر أن أحدا مات ثم عاد وأخبرنا!). هل على الأرض ما يستحق الحياة حقا؟!

لقد نسيت كان يجب أن يكون هذا المقال عن تعليقات اليوتيوب مرفقا به الكثير من الأمثلة وتعليقاتي عليها، ولكن كما قلت سابقا أنا هنا أثرثر لا أكثر، فليس ذنبي أنك أتيت إلى هنا وفي ذهنك أن العنوان ذو صلة بما تحته. دعني أناقشك قليلا حتى في هذه الفرضية الغريبة التي لا أدري من أين أتيت بها، أو بالأحرى دعني أراهنك؛ فلنبحث معاً عن 31 مقالاً عشوائياً في هذا الفضاء الاسفيري ونحاول أن نقيم إلى أي مدى ترتبط عناوينها بمحتواها. إذا وجدنا أن معامل الارتباط أعلى من النصف فلك علي أن أكتب مقالا واحدا على الأقل مستقبلا يمكن وصفه بعنوانه. لكني -على أي حال - أثق تمام الثقة أن قارئي ليس بالغباء الذي يجعله يصدق مثلا أحمقا ك "الجواب باين من عنوانه