Friday, 23 February 2024

شيبة على الشنب

 اثناء ما بسمع اغنية قديمة على اليوتيوب تحث على المقاومة بعبارة "سأعيش" علق احدهم انه يقاوم السرطان اللعين ولديه احساس قوي بانه سيعيش ويحيا ويقاوم، على الجانب الآخر هنا يتملكني الاحساس العكسي تماما، نعم سأعيش لكن هذا لا يعني بالضرورة اني سأواصل الحياة هنا على هذا الشكل البيولوجي الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. مرت بي الخواطر دي وانا بشوف في المراية أول شيبة ظهرت على شنبي، وحسيت بيها كخطوة في الدرب المشاه ابوي زي ما شايف في الصورة انتقل من العيش هنا
وشنبه مكتسي بالبياض.
ابوي ما شاف فيني الشيبة دي بطبيعة الحال، لكن لابد انو عاش نفس الاحساس دا لمن ظهرت عنده اول شيبة، هل يا ترى كان متصور انو ح يكون عنده ابن ما يعيش على بعد آلاف الأميال ويواصل رحلة الحياة الفيزيولوجية لعشرات السنوات بعد تخطيه لهذه المرحلة؟ صورته في ذهني هي صورة هذا الكهل المكتسي شعر رأسه بالسواد مع بعض الزخارف البيضاء، بينما شعر وجهه يغلب عليه اللون الأبيض الكامل. بينما آخر لقطة حية لي  التقطتها عيونه هي صورة هذا الشاب في اواخر العشرينات المقبل على الحياة والمولع باكتشاف ما يخفيه المجهول في بلد غريب على كامل شجرتنا.


لا يعني هذا بالضرورة اني حانتظر لحدي ما يكتمل شنبي بياضا للحاق به، ولا يعني العكس ايضا ولكنه بلا شك خطوة في إتحاد الإبن مع أبيه مرة اخرى، ربما مرة واحدة إلى الأبد من يدري لا اعرف شخصا ما ذهب الى هناك وأخبرنا. لكن بنقدر نتنسم بعض الاحاسيس من مشاعرنا تجاه الاشياء غير الحية، كانها بتهمس لينا بانو نحن جزء واحد، ننتمي لنفس هذا العالم، كنا فيها وسنعود لها يوما ما. في الحقيقة حتى هذه العبارة لا تبدو بهذه الدقة، كنا فيها ونحن فيها الآن وسنظل فيها للأبد.
أبي لم يولد، ولم يمت، وأنا كذلك فلم المقاومة؟
Yes I will survive but not because I am strong or I can or whatever, I will survive by definition because even death is some sort of survival, or actually survival has no meaning let’s say
عبارة لا معنى لها، تحصيل حاصل

 

.

No comments:

Post a Comment