الكبر حسنات كما يقول أهلنا لكن مشكلتنا مرات كتيرة بنختصر ألف جانب في الرقم واللي مع تعقيدات حياتنا الحالية يكاد يفقد قيمته ومعناه. في زمن ما كانت الحياة بسيطة ورخية ومحدودة المجالات فالانسان لما يصل الاربعينات يكاد يكون مر بكل أنواع التجارب البتحول الطفل لرجل.
خلينا ناخد مثال بسيط:
الأطفال بيبكوا لما ما يتحصلوا على الحاجة والناس الكبار بيدرسوا الأسباب شنو ويعيدوا الكرة مع احداث بعض التغييرات لاحقا
خلينا نقول انو الانسان عشان يصل للمهارة دي محتاج انو يحاول حاجات كتيرة ويفشل ويرجع ويعود
اها طبيعة حياتنا البتقدس التخصص خلت من السهولة الزول يقدر يمسك حاجة واحدة ويزبطها شديد وبالتالي يقدر يعيش باقي حياته عادي بدون مشكلات كبيرة. لانك ما محتاج تزرع وتطبخ وتداوي جروحك. لو بس بتعرف تحسب الارباح والخسائر ممكن تشتغل مهنة اسمها محاسب وتكون ما عارف انو الشوربة بعملوا ليها بهارات هههه
المشكلة اننا لسة متخذين القاعدة الفوق .. انو المحاسب البسيط وطفل في باقي مجالات الحياة دا لمن يصل الأربعين فجأة ح تحل عليه الحكمة الربانية من السماء ونبدا نديهو نفس الصلاحيات الكانوا بياخدوها حكماء زمان فيبدو يظهروا لينا الشفع في كل الأماكن بدقون بيضاء ورأس أصلع.
فبدل ما يتشاكلوا في لييه شلت لعبتي يتشاكلوا في معايش الناس البقت بين يديهم بسبب تنامي مسولياتهم الناتجة عن تخصصاتهم الدقيقة.
وحتى أساليب الدفاع عن سوء قرارتهم بتلقاه بشبه نفس أساليب الأطفال اللطيفة لكن مغلفة بغشاء رقيق للأسف ينطلي على الكثيرين
خلينا ناخد مثال هنا
استعمال التهذيب الكلامي كسلاح لسوء أفعالهم. مثلا مسؤول اتخذ قرار اقتصادي افقر الكثيرين وهو اما أنه لا يعي بآثار قراره مما يجعله جاهلا غير مناسب للمنصب أو واعي تماما وهنا المصيبة أعظم
الذي يحدث عادة أن الغالبية تسكت عن الرد لنفس السبب. هذا الطفل الكهل الجاهل في أحسن الأحوال والشرير في أسوئها يحمل مكانة كانت عادة تكون مشغولة بحكيم القوم الذي يتأدب الناس معه بصورة كانت مبررة في وقتها. المهم أن بعض الشباب الثائر ممن لا ترضى نفوسهم هذا النوع من الظلم عادة ما يعبرون بقوة زائدة يتم عكسها باستعمال ما يسمى بالألفاظ النابية. والألفاظ النابية ليست سوى تعبير عن الاحباط والعنف الزائد أكثر من اللفظ نفسه. نعم عادة ما تكون ألفاظ لها علاقة بالجنس وأحيانا كثيرة بالأم والأب أعز ما يملك الإنسان ولكن لا اعتقد أن هذا المقصد على أي حال. لا أحد يستطيع أن يلمس أمك أو أبوك بسوء بمجرد كلمة تقال لك.
المهم ينتبه الطفل الأشيب للعبة هنا ويتقن الهروب من سوء قراراته بكل سهولة عن طريق تحويل اهتمام الناس نحو هذا الشاب الصعلوك الذي لا يعرف الأدب ويبدأ القطيع في ذم الشاب الثائر وتضيع القضية. نعود للوراء قليلا لتشبيه الطفولة علنا نجد المقابل هناك
"دقاني وبكى وسبقني اشتكى"
كلنا لديه هذه القصة ربما لمن اخوك الصغير يعمل ليك مصيبة وبعدين يخاف منك بسبب قوتك الجسدية الأعلى منه فيمشي يشتكي لامه ويبكي انك اعتديت عليه. بس ياهو نفس السلوك الطفولي الكيوت في حالة الطفل الحقيقي بس هنا مغلف بالكثير من الأغشية السميكة ظاهريا والرقيقة الجوفاء عندما تسلط عليها القليل من الضوء.
ما العمل؟
ما تدوهم العايزنه وخلوكم صبورين. أصلو ما تقولوا الفاظ نابية افضحوا افعالهم بالمنطق وبلغة هادية ومباشرة وواضحة واتذكروا انكم عايزين المجتمع يقي شرهم مش عايزين تهدوهم هم بالضرورة لانهم مستفيد مباشر وفي احتمالية كبيرة انهم واعين بعملوا في شنو لكن عايزين يواصلوا. انتو غيورين على الناس المتضررين وبالتالي ابذلوا مجهودكم انكم توضحوا ليهم الضرر باقصى درجات الأدب وحفظ الانفعالات البتقدروا عليها وهو امر من الصعوبة بمكان لكن إنما العلم بالتعلم
" إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى"
No comments:
Post a Comment