Tuesday, 17 June 2025

الموقف من الإمام

 الموقف من الصادق

الموقف من الامام من المؤشرات الممكن تقيس بيها وعي المثقفين لانو جامع كمية من المتناقضات الصعب تتلم في زول واحد:

انو عنده ارث جاهز كبير شديد، ودي بتسهل عليه استغلال الارث دا بدون اي مجهود منه، وهي حاجة فعلاً عملوها آل المهدي الحايمين ساي بدون ذكر أسماء يعني، فدي بتسهل اي زول داير ينتقد بسهولة انو بس يقول ليك الصادق دا عشان ود المهدي، زي قلة الأدب البعملوها لعبدالله جعفر لانو أول السودان. وطبعا الناس دايرين الصادق يجي ينكر ليهم ابوه ولا كيف ما تعرف، التواضع الما عنده معنى داك. يعني ح يتبسطوا لمن عبدالله يجي ينتقد ليهم امتحان الشهادة عشان يحوموا بعد داك ويقولوا ياخي دا اول الشهادة ما معترف بيها ما تقدونا بالموضوع دا، وحقيقة انا مبسوط انو عبدالله اصلو ما حقق ليهم الهدف دا، اول كدا في راس اي زول هههههه. 

النقطة التانية انو الصادق مقطع شغل المثقفين دا، وممكن يقعد يتكلم خمسة أيام متواصلة عن أي موضوع لحدي ما غلبهم ينبزوه بشنو قالوا عليه أبوكلام هههه. طبعا الزول الفهمه حبة ما بعرف يتكلم وبقعد يكرر ليهو تلاتة عبارات في اي محفل وخلاص ولا يكرر بعض النكات البايخة ولا يمشي يكتب ليهو خطاب مليان عربي وكلمات غريبة وشاعرية فارغة من المعنى. على فكرة مافي مشكلة يكون فهمك حبة يعني لكن المشكلة يكون فهمك حبة وحايم في المنابر بتعمل فيها بتقدم في شي وتكون انت شاغل مساحة مفروض يملوها الناس البشتغلوا بالجد. الواحد داير يبقى صانع محتوى بدون محتوى. يعني يجوا لحتة 

برضو الصادق دا ما بقدروا يفتروا عليه بحركات الانجليزي والمصطلحات الرنانة البدخلوها ساي بدون مناسبة ديك. دايرين فلسفة ارح، دايرين هندسة قدام، دايرين شغل واجتهاد ديك كتبي وداك شغلي والحشاش يملا شبكته. ياخي الكتب الكاتبها الإمام دي والله اجزم انها اكتر من الكتب القروها نص الناس الحايمين ينبزوا فيهو ديل ههههه. يعني حيرة عجيبة اللانقا بهن يقطعها ليهم، يجوا بجاي مع الناس الشايفنهم اهالي وغوغاء ساي يلقوه متزعمهم، ومش الزعامة بتاعة السواقة الهم عايزنها زول جاي يفهم الناس عديل بالدرب. بتذكر وانا طالب ايام المدرسة ساقني اخوي ندوة في الابيض، كان كل ما يعتلي المنصة الانصار يقعدوا يعملوا حركاتهم بتاعة التقديس ديك فبسكت حبة ويواصل، بعدين فاض بيهو فقال لينا فيما معناه "أنا جئت لانقل لكم فكرا ورأيا فبالله عطلوا افواهكم وايديكم، وادوني رسينكم واضنينكم الكبار ديل هههه" الكبار ديل من عندي طبعا.

انا حضرت ليهو حلقات شاهد على العصر ياخي الراجل دا بقعد المفاهيم كما يجب ان تكون. كلام بتاع انسان حامل شعلة وعي ومهتم بمن يتزعمه مش مجرد واحد عنده ايقو وداير يطلع فوق على رؤوس الناس ساي. زول احلامه قدر العالم واكبر. انا قريت ليهو كتاب واحد بس (نهر النيل، الوعد والوعيد) وشفته كيف قادر يركب النظارات المختلفة بمهارة فائقة، مرة يبقى فليسوف يتكلم ليك عن الماء كمفهوم وعلاقته بالحياة وعن فكرة التنبوء بالمستقبل وغيرها، بعد داك يقلب سياسي ويتكلم ليك عن اقتراح حلول التنسيق بين الشركاء وكيف ممكن يستفيدوا من بعض وكيف ممكن يعملوا مشاريع بتضيف للجميع ويبهرك بدراسة العوامل الما ممكن تخطر ببالك زاتو، كانت بتجيني لحظات كدا بقول اسي دي فكر فيها كيف زاتو، بعدين يجي ينزل للجانب القانوني ويتكلم ليك عن التشريعات وتاريخها واثرها وكمان توقعه لما سيحدث (واللهو بعض منه حصل لانو الكتاب اسي الريدي بقى تاريخ). 

المبهر بالنسبة لي كمان لمن نزل تحت للهندسة، دا شنو يا سيادة الإمام ما تخش لينا في شغلنا كمان ههههه. اتكلم عن مشاريع حصاد المياه والمحاصيل البتتزرع وكيف ممكن نعمل optimization للعمليات بحيث نوفر موية بدون ما نتضرر، شنو الممكن تعمله مصر وشنو الممكن يعمله السودان وشنو الممكن يعملوه الاتنين سوا وهكذا، يعني شغل بتاع هيئة أبحاث عديل. الصادق واضح جدا انو انسان مؤمن تماما بفكرة واحد زايد واحد اكتر من اتنين، انو التعاون دائما احسن من التنافس واننا لدرجة كبيرة بنتوهم انو معاركنا صفرية مع انها ما كدا في حقيقة الأمر ونحن ناس طموحاتنا حبة بس. على قول مصطفى سيد أحمد الناس بتتعامل زي الزول في سوق الخدار اي واحد بس شايف التانيين عايزين يشيلوا كومه، غباء يحير زاتو.

طبعا في الجزء بتاع الغيرة والروح الشريرة، لانو الصادق دا عامل زي البت السمحة وشاطرة ومهذبة ومحظوظة ومجتهدة، ما عندهم اي طريقة ينتقدوها فبقعدوا يقولوا ليك كلام فارغ كدا عشان يقللوا منها، يقولوا ليك نانسي عجاج ما تعرف صوتها بضرسني ههههه. فمع الصادق تلقاهم حايمين بوخة مرقة وما تعرف شنو، يلفحوا ليك عبارتين عميقات قالهم في موقف عابر يا اما ما استشفوا عمقهم يا اما بسوء الغرض ساقوهم وحاموا بيهم. طبعا انا ما قاعد اقدسه يعني ولا بقول انو اي كلام يطلع من لسانه جاي من حكمة بطبيعة الحال، لكن في امثلة كتيرة للحاجات الكانت بتطلع عاملة كدا، الكلام بكون واضح وسياقه واضح لكن بس الله غالب الما بتلحقه جدعه.

الحركات الزي دي ياها بتضيع علينا السماع لحكمة الحكماء البجونا كل فترة، وديل ناس ما بتكرروا وهو من فضل الله علينا انهم موجودين بيننا، فبدل ما الناس تقل ادبها مفروض تقدر العندها وتستفيد منه. اسي الصادق اتوفى ربنا يرحمه ويرفعه في اعلى الجنان، لكن ديك ياها كتبه ومقالاته حايمة الناس تمشي تبحت وتتدارس وتستفيد. 

No comments:

Post a Comment