Monday, 23 June 2025

رسالة الأمل المشروط بعذابات المستقبل

 هي أيام صعبة، مؤلمة، محطمة، يتساقط فيها الجميع، لا يقوى أغلبنا على المقاومة والتماسك، نحتاج قدر من العزيمة لا تقوى عليه الجبال. والمؤلم أننا لا ندري ان كانت آلامنا هذه كآلام المخاض قبل الحدث السعيد، أم هي آلام الإحتضار قبل الموت الأبدي. 

أنا لا ادري ماذا سيحدث، ولا أصدق من يقول أنه يدري، ولن اكذب واقول عيش اللحظة فلست قادرا على ذلك حتى، ولكن فقط اقول حاولوا، سددوا وقاربوا، ستفشلون بكل تأكيد في البداية، ثم تفشل وتفشل وتفشل، ستفشل حتى يكرهك الفشل ويمل من إصرارك وعنادك، سيريك الفشل جميع تمظهراته، سيأتيك من كل الجوانب من حيث تدري لا تدري. بعدها ربما يفتح الله عليك إذا كنت لا زلت هنا على هذا الجانب من الحياة. هناك خيارا آخرا أن يحدث الفتح على اكتافك، لكن بعد مغادرتك لهذا المكان فلا ترى غرس زرعك بأعينك. 

أمثال هذه الأيام هي ما يظهر معدن الناس على حقيقتهم عرايا بلا ثياب، حيث لا مجال للهروب ولا للتظاهر باللامبالاة، ربما هي فعلاً أوقات الإختبارات التي لا مجال فيها للحياد، والحياد هنا بمعنى الإنكفاء على الذات واللا مقاومة. لا خيارات لدينا، لا سبيل، يمكننا ان نعمل وهناك احتمالية للمكسب، ويمكننا الجنوح للنوم والأكل (ان كان متوفرا) والشرب كما تفعل الأنعام مع ضمان الهزيمة.

لا مكان للأنانية الظاهرة منها والمتخفية، هي سفينة واحدة في بحر متلاطم، إما أن ننجو معا أو نهزم معا. لا خيارات على الإطلاق، لا مكان للمغانم الشخصية ولا للعب الأطفال. هذا هو قدرنا على أي حال، إما أن نتحمل ونتجلد ونقاوم، وإما أن يذهب بنا الطوفان. 

لا مكان للنقاشات اللغوية الما بتودي ولا بتجيب، دي نعملها في برشلونة وريال مدريد، لكن حياتنا على المحك، إما أن نتحدث من القلب للقلب أو لا نتحدث، إما ان نحترم حدود بعضنا البعض، أو لا نتعامل على الإطلاق، ربما تكون هذه لحظاتنا الأخيرة على هذا الكوكب، ربما يكون هذا أفضل ما فعلناه لا ادري.

هناك جزءا مني لا زال متمسكا بالأمل، نعم هو أمل مهزوز غير مكتمل اعترف، ولكنه كافي على الأقل للاستيقاظ كل صباح، ومحاولة القيام بخطوة صغيرة قد تحافظ على هذه الشعلة المسماة بالروح أو تكسبها بعض الوقت. روح الأمل، والأمل يتضاعف بالحب والتكاتف والتفهم، بدون هذا لا فائدة، لا أريد أن ينتهي بنا الوضع ان نردد خلف مصطفى أغاني الكآبة بينما نذهب في سراب الذكريات. 


لا بأس من البكاء والعويل على فترات متقطعة ومن ثم إلتقاط الأنفاس سريعاً للمواصلة، لكن ربما لا وقت حتى لذلك. كنت أتمنى لو كان بمقداري كتابة رسالة سعيدة وانا اعتدت ان اعيش على الأمل، على التفاؤل، على المستقبل. 

لم انظر يوما للواقع على أنه وضع حالي جميل لا بأس به، دوما افكر فيما يمكن فعله وكيف يمكننا تحسين حيواتنا. هناك استثناءات قليلة تحدث من حين لآخر تعيش فيها بالحاضر كما يجب أن يكون، عندما اكون في الطبيعة الفسيحة بين الأشجار، الأشجار تهب عليك نسائمها بلا رغبة ولا طلب، فقط تمنحك الحب والظل ولا تأبه بك ان جلست أم ذهبت. هناك أرواح قيض الله لها نفس هذه القدرة والرؤية، اعتبر نفسي من المحظوظين أن حباني الله بالكثير منهم. ربما بعضهم يقرأ كلماتي هذه الآن، أنا أحبكم كما تحب الأشجار بذورها وأصولها، حبا متجاوزا للرغبة والحاجة، فقط ارغب برؤيتكم سعداء واتمنى لو كنت قادرا على بيع الأمل اليقيني، ولكن على كل حال الأمل المهزوز بعواصف الشكوك هو أفضل من اليأس بلا شك. فاليأس موت مبكر.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

No comments:

Post a Comment